سكوبوت

بحثي مع سكوبوت وفنجان قهوة | سميرة ماردنلي

سميرة ماردنلي في يوم 27 _8_2024، محاولة سردية لقصتي مع سكوبوت

في ظل مستجدات تطور البحث العلمي وأدواته، والثورة العلمية الحالية في هذا المجال نقف أمام هذا الكم الهائل نحن الباحثين في حَيرة من كل مما هو موجود، ومن الذي يظهر يومياً، وبما أنَّ الزمن أصبح ذا إيقاع سريع ومعقد كان لابدَّ للباحثين والباحثات من اللّحاق بهذا الركب وهذا التطور، وفتح البوابة العلمية والبحثية باستخدام أدوات مساعدة.

يقف الباحث في حَيرة من أمره، ماذا يختار…؟، ومن أين يبدأ…؟، وهو عليه أن يُنجِز بسرعة والحياة ومشاغلها لا ترحم.

وكثيراً من الأحيان نجد أنفسنا نفعل ما نحبُّ، ونترك ما لا نحبُّ دون مراعاة للأهمية، والوقت لا يساعدنا، ونقع في فخّ التسويف والتأجيل، وما إلى ذلك، ومع جهاد للنَّفس لأنْ نُنجِزَ أعمالنا في الوقت المناسب.

عندما كنت أتأمل فنجاني المقلوب، وهكذا في لحظات مرَّتْ لي عدَّة إعلانات فتوقفت عند فيديو على اليوتيوب في شهر شباط 2023، وأنا أحاول أن أتخلّص من كمّ العمل المتراكم بطريقة سلمية دون الشعور بالذنب. شاهدت الدكتور محمد أنس الباز في فيديو قصير يتكلم عن برنامج اسمه ( سكوبوت ) وبطريقة ذكية، الحقيقة انجذبت للكلام، ولكن وقفت أتأمل هل كلامه صحيح..؟، وهل من المعقول أنَّ هناك برنامجاً يستوعب اللغة العربية بكل ما فيها..!، فهي البحر الذي لا قرار له…؟، وهكذا شاهدت الفيديو الثاني وما يليه، وبدأت أتابع كل ما هو جديد ثمّ جربت، وطبعاً كان هذا في بداية شباط 2023 حتى آب في 2023،وهنا قررت وبإصرار أن أشترك بحزمة كبيرة ولمدة 6 شهور، وبعدها شاهدت فيديو آخر، فقررت -ولا أخفيكم أعزّائي أنني سرقت جيبي الذي أضع فيه مصاريف الطوارئ، وقلت لنفسي _لتكن القاضية -، وهنا اتصلت بالدكتور محمد أنس الباز الذي استقبلني واستوعب حاجتي، والحقيقة أنني دهشت من تعامله البسيط..!، وكيف أنه فهم حاجتي؛ وذلك لأنني أعمل وأدرس في ذات الوقت .

وأزيدكم من الشعر بيتاً أنني فرحت بالاشتراك كثيراً لدرجة أنني احتفلت به بأنْ جلست لمدة أسبوع وأنا أجمع كتبي والمراجع والمصادر المتناثرة هنا وهناك وأرتبها.

عفوا ماذا…؟، لماذا يا سميرة عفواً…؟

تذكرت مقولة لإيان فليمنج في كتابه عن إدارة الوقت.

تحديد المهمة.

تحديد الأولويات.

التخطيط. فيما بعد سأذكركم بهذا الكلام.

عندما كنت في المرحلة الأولى من كتابة البحث لرسالة الدكتوراه، وكان عندي مشكلة أن مشرفي قد توفاه الله، وهكذا شعرت بالضياع، وأصبت بنوع من الإحباط، ولكن الحقيقة مع سكوبوت تنسى الهمَّ والحزن، وأهمّ شيء هو تطبيق مقولة: (أنْ نعمل بذكاء لا نعمل بجهد، والكفاءة لا تعني الفاعلية، والفاعلية تعني الكفاءة)، مصطلحات تراكمت في مخيلتي السَّحابيّة التي ما عادت تتسع للكثير، وها أنذا أضع عنوان البحث، في الحقيقة اخترت عنوان البحث الأول بعشوائية مني، وكان فضفاضاً، وقلت ها يا سكوبوت لنرى قدراتك الخارقة الرائعة.

ووضعت الخطة الخارقة، وقلت لتكن واسعة وفضفاضة أكثر، ووقعت في أخطاء وعثرات من كلمات مفتاحية قليلة ولم تكن وافية، وكما تقول أمي: لن تتعلمي إلا من أخطاءك. وهكذا كان، وهيّا …. انطلق سكوبوت، وضعت له المراجع، وحمّلتها، وأنا أحتسي فناجين القهوة الواحد تلو الآخر، وكنت أنظر لهذه الكتب وهي تتحول أمامي من ….PDF.. إلى word…!

وفي البداية كنت أخاف أن تختفي الكتب والمراجع من الحاسوب ….، وسهرت الليل كلّه وأنا أراقب المصادر والمراجع تتحول إلى وورد، وكنت أنظر إليها بتشفي وانتصار، وفي صباح اليوم التالي عندما نظرت ولم أجد شيئاً من النتائج أصبتُ بالإحباط الشديد، فذهبت للعمل وأنا أفكر بصراحة شديدة هل تعرضت لخدعة…؟، هل خدعني سكوبوت ولم يظهر لي شيئاً…؟، يا ويلي، ويا سواد ليلي وجيبي.

ذهبت لعملي وعدت بعد الظهر، وانتظرت وكنت أتردد في فتح الحاسوب اللعين، المهم وبحركة خفيفة وبعين مغمضة وأخرى مفتوحة يا لفرحتي الكبرى، وبدأت بالتهليل والتكبير.

المهم وهنا ظهرت لي النتائج، ولم أصدق حقيقة ما رأيت…!، وجلست سميرة والفرحة في عينيها وأنا أملأ عيني، وهكذا خرجت النتائج طبعاً لم تكن مرضية مئة بالمئة، كما قلت لكم العنوان كان كبيراً، والمخطط كان غير دقيق، وكذلك الكلمات المفتاحية.

ولكن دعونا من هذا وذاك، الحقيقة أمسكت بخيط مبحث، وظهرت لي الأفكار، وبدأت أستقرئ النتائج، وحاولت أن أقوم بتجويده وتصويبه وتنقيحه ، وبعد عدّة أيام من الانشغال والتسويف عدت إليه مرة أخرى، وأنا مسلّحة بمشاهدة فيديوهات جديدة تشرح لي كل الخطوات، وهنا فهمت بعض أخطائي، وقمت بالتّعديل على العنوان، والمخطط، وكذلك الكلمات المفتاحية، وكنت مبهورة جداً بما خرج لي من نتائج من العنوان الأول، وهكذا بدأت أعمل به، وحمّلت كتباً جديدة، وكنت أعمل على ما استنتجته من البحث الأول وما خرج لي من أفكار واستقراء ما فيه من أفكار جديدة، وهكذا سار اليوم الأول .

ولكن مهلاً، ماذا تغير هنا…؟، كيف تغيرتْ كفاءتي وازدادت…؟، وفاعليتي أصبحت أفضل…!، ها أنذا أستخدم العصف الذهني هنا، ومن المخطط البدائي للبحث الأول استطعت أن أخرج بمبحث جديد، وهذا المبحث الجديد يدفعني إلى عمل بحث آخر، ويجب أن أترجم بعض الأجزاء إلى اللغات الأخرى، وهكذا تحولت إلى تجريب الترجمة، وهكذا قطعت مشواراً كبيراً واختصرت جهدا أكبر؛ لأنَّ الترجمة إلى اللغة التركية والإنكليزية مشكلة كبيرة لي بحدِّ ذاتها.
ثم خطرتْ في بالي خاطرة، ماذا لو أغنيت بحثي بمراجع أجنبية، وهكذا جربت كتاباً أو اثنين.

ثم خطرتْ في بالي خاطرة أخرى، كيف سأقوم بالتوثيق وإدراج كل المعلومات في الحاشية…؟، فوجدت نفسي أمام مكتبة قامت بترتيب الكتب لي وكل مبحث، وحتى المطلب أستطيع فهرسة مراجعه ومصادره.
وطبعا أصبح شغفي هو أن أجلس وأقوم باستنتاج واستقراء أبحاث جديدة من البحث الأول والثاني، وأحياناً بكل سهولة أقوم بالتعديل دون همٍّ أو غمٍّ من أين اقتبست الكلام، فهذا موجود في هذا الكتاب، وهذا من المصادر والمراجع تلك، لا بل قد تحولت لشخص مرتب، فتعلمت أنْ أقوم بترتيب ملفاتي، وتصنيفها كي أستطيع الاستفادة منها، وأصبحت الاستعانة فيما بعد ببرنامج (زيتيرو)، أسهل وأفضل طبعاً، أقصد مرحلة الكتابة بعد أن انتهيت من مرحلة جمع النتائج.

كنت أتصل بالدكتور محمد في الكثير من الأحيان، وكان يجيبني بكل اهتمام، وهكذا عبرت رحلة كبيرة من كتابة أبحاثي بمساعدة سكوبوت، ولم أعد أجلس ساعات طوال وأنا أقرأ وأكتب ثم تضيع المعلومات مني، وأحياناً لا أعلم من أين اقتبست هذا الكلام أو ذاك

عفواً تذكرت، ماذا تذكرت…؟

تذكرت مقولة لإيان فليمنج في كتابه عن إدارة الوقت.

تحديد المهمة

تحديد الأولويات

التخطيط

وهذا هو باختصار ما حدث معي، وسيحدث مع كل باحث عند استخدامه سكوبوت، كل ما عليك عزيزي الباحث أن تحتسي فنجان قهوتك وتبدأ.

شكراً سكوبوت.

سميرة ماردنلي باحثة دكتوراة في جامعة يلوا كلية الدراسات الإسلامية قسم اللغة العربية _ محاضرة في كلية الالهيات _ لغير الناطقين باللغة العربية

بحثك العلمي بأقل مجهود و وقت

سكوبوت ذكاء اصطناعي يلتزم بالمعايير الاكاديمية

مقالات ذات صلة: