بقلـــم/ د. الشريف إبراهيم ادريس
قادتني الصدفة في أواخر سبتمبر الماضي وبدايات اكتوبر 2024م الى قراءة اعلان عن منحة تدريبية مجانية في منصة من منصات برامج الذكاء الاصطناعي وفي الفترة الأخيرة بحكم المجال ولشيوع ثقافة وبرامج الذكاء الاصطناعي وانتشار استخدامها الواسع في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية.. ونسبة لانفتاحي وشغفي لمعرفة المزيد عن أدوات الذكاء الاصطناعي في المجال الأكاديمي ومجالات البحوث العلمية، حرصت على حضور عدد من ورش العمل والندوات والدورات التدريبية التي تتناول استخدام وتوظيف برامج الذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات العلوم الإنسانية والعلوم التطبيقية.. وقد جاء الزمان وكنت في الموعد المضروب مع منحة سكوبوت التدريبية والتي استمرت لثلاثة أيام، وبحكم الخبرة ومنذ اللحظات الأولى لبداية الدورة عرفت انني في مكان مختلف وتجربة جديدة أو طريقة على الأقل غير معهودة في مثل هكذا ورش او دورات؛ وذلك سواء من ناحية المنهجية المتبعة في تقديم الدورة او المحتوى العلمي المقدم في ثنايا الدورة..
وكانت التجربة.. لا بل كانت الدهشة؟!
الدورة كانت مقسمة الى جزئين، جزء نظري قدمه القائم بالتدريب السفير/ د. محمد أرقاس بشكل مفصل وخطوات واضحة.. ومن ثم قدم الجزء العملي من الربوت البحثي (سكوبوت) في شكل تكاليف ومهمات علمية طلب من جميع المشاركين بتنفيذها، بل وضرورة تسليمها!!
في الجزء النظري؛ ابتدأ المدرب بتوضيح طبيعة البرنامج وخلفية نشوئه وأشار الى مؤسس المنصة الدكتور/ محمد الباز، ومن ثم دلف الى الخطوات العملية في الربوت، وأسهب في الشرح.. إجراءات وخطوات عملاقة نحو توظيف برامج وأدوات الذكاء الاصطناعي في مجال مناهج وطرق البحث العلمي، إنه مشوار الالف ميل في نصف خطوة! سهولة الوصول الى معلومات قيّمة وعميقة في مختلف المجالات والتخصصات، ما عليك الا أن تقدم ما تطلبه وتبحث عنه بدقة ووضوح وستجد الإجابات والمعلومات المطلوبة لعندك كالدرر والجواهر الحسان مستخلصة من أعماق الكتب ومراجع الأبحاث.. كل ذلك في إطار من القيود الأخلاقية والمحددات التي تراعي تقاليد البحث العلمي وتحافظ على حقوق الملكية الفكرية والأدبية المقننة بشكل رسمي وعلمي في جميع انحاء العالم.
إنه.. ‘‘ربوت قراءة آلي’’ يسهل للباحث إتمام كل مراحل العملية البحثية.. بإتقان، وفي وقت قياسي وبشكل مدهش!
إنه لا يصنع بحثاً وإنما يبدع في مساعدة الباحثين وصناعتهم.. إنه السهل الممتنع الذي يمكن للجميع استخدامه والاستفادة منه في مجالاتهم، انه للمبتدئين وأولئك الذين قطعوا اشواطا في ميادين وسهول البحث العلمي.
قبل ما يزيد عن 25عاما، ظهر محرك البحث قوقل في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية والذي مثّل بحق نهاية لحقبة من تاريخ البحث العلمي وبداية لحقبة أخرى؛ فقد كان البحث عن معلومة صغيرة أو توثيق معنى كلمة يستلزم زيارة المكتبات وقضاء الساعات بل واحيانا الأيام والشهور في التنقيب والتصنيف والقراءة المتصلة في مزاج من البحث والحيرة ، واليوم ظهر ربوت الذكاء الاصطناعي Schobot والذي سيساهم في نقل البحث العلمي نقلة نوعية وتاريخية واتوقع ان يفوز بثقة المجتمع العلمي والمستخدمين في المستقبل القريب وفي مختلف اصقاع العالم ،وسيغير من سلوكيات الباحثين بشكل جذري ويفتح أمامهم آفاق جديدة الى درجة أن يمكنهم مستقبلا من الاستغناء عن استخدام محركات البحث العلمي الشهيرة مثل Google ونظيراتها من محركات البحث الأخرى .
ما هي أبرز نقاط القوة في ربوت الذكاء الاصطناعي Schobot في نسخته الحالية:
1. منهجية واجراءات سكوبوت الفريدة وتأثيرها المباشر على طريقة تفكير الباحث.
2. واضح أن التقنية أو الخوارزمية المستخدمة في ربوت سكوبوت فريدة مما يسمح له بالوصول في كسر من الثانية الى المعلومات والبيانات ذات الصلة بالموضوع البحثي مسترشدا بالكلمات المفتاحية والكلمات المساعدة والعبارات الدلالية المرتبطة بموضوع البحث.
3. سكوبوت Schobot يساعد في توفير وقت الباحثين بشكل غير مسبوق، ويمنحهم فرصة للاستثمار في الجهود وزيادة الإنتاجية في آلاف من الساعات الإضافية المتوفرة لديهم.
4. بواسطة سكوبوت Schobotيمكن الحصول على نتائج الأبحاث السابقة للموضوعات البحثية بطريقة ثرية وتركيز عالي والتي عادة ما يكون لها تأثير عميق على الموضوع الذي يبحث فيه الباحث.
5. طريقة سكوبوت في قراءة المراجع، وأسلوبه في تصنيف المعلومات والبيانات المطلوبة للباحث، ومن ثم اتاحتها للتنقيح وتجميعها في شكل مسودة، توفر فرصة رائعة لاكتشاف المزيد من الفجوات البحثية في المجال البحثي ، وبالتالي المزيد من الإنتاجية والأوراق العلمية .
6. قدرته الفائقة في قراءة المراجع والأوراق العلمية من مختلف أصناف ومجالات العلوم سواء الإنسانية منها او مجالات العلوم التطبيقية. كما أنه يوفر لك المعلومات من المراجع ويترك للباحث عملية فرزها وتحديد الأهم من الأقل أهمية بالنسبة لموضوع بحثه وهذه مهارة يحتاج الباحث ان يكون مدركاً لمضوع بحثه جيدا حتى يتقنها.
7. امكانيات سكوبوت على الترجمة الدقيقة من المراجع المنشورة بلغات مختلفة في نفس الموضوع البحثي، مما يوفر ثراء معرفي باذخ، ويُمكن الباحث على الاطلاع والتعرف على التوجهات البحثية في مجاله حتى في البلاد التي لا يجيد لغتها.
8. القدرة الفائقة على توثيق مصادر المعلومات المستخرجة من المراجع وبشكل دقيق ومرونة عالية.
9. نسبة الخصوصية العالية المتوفرة على منصة سكوبوت حيث لا يمكن لمحركات البحث الأخرى الوصول أو قراءة معلومات الباحثين المستخدمين لربوت الذكاء الاصطناعي سكوبوت Schobot.
خاتمة..
اعتقد ان سكوبوت Schobot هو نموذج للذكاء الاصطناعي الذي سيعتمد عليه الكثير من الباحثين في جميع مراحل ابحاثهم ومن مختلف بلاد العالم ، وذلك كمساعد شخصي لهم في انجازاتهم وتجاربهم البحثية ، إنه نموذج الحاضر المثمر؛ والمستقبل الواعد.